لعبت الأمازيغيات دورا بطوليا في تاريخ شعوبهن، فقد كنّ حاكمات وقائدات وثوريات محنّكات، فالتاريخ لا يمكن أن ينسى –على سبيل المثال لا الحصر- كُلّاً من الملكة كاهنة ديهيا التي غلبت جيوش حسّان بن نعمان وحكمت دولتها لمدة عشر سنوات، واللالا فاطمة نسومر التي قاتلت الجنرالين ماكمهون وراندون وكانت رمزاً للثورة ومقاومة المحتل
تتميز المرأة الأمازيغية بالصلابة والقوة حيث ساهمت الطبيعية الجبلية التي يقطنها القبايل (وهم إسمٌ ىخر يشتهر به الأمازيغ) منذ زمنٍ طويل في تشكيل شخصيتها وطباعها، كما أن اختصاصها في صناعة الحلي والفخار والسجاد، جعلاها تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الإرث التاريخي لشعوب القبايل
وما لا يعرفه البعض هو أن ثقافة الأمازيغ هي ثقافة قائمة بحدّ ذاتها، فالقبايليين أبدعوا في اختلاق أساطيراً خاصة بهم وفي صنع موسيقى مختلفة لا تشبه غيرها والتي تروي نغماتها قصص كفاحهم وتاريخهم، كما أن نسائهن اشتهرن برقصاتهن الجميلة وبأزيائهن التي تبعثُ ألوانها الدافئة الأمل في نفس من يراها. أما الوشم الذي يُزيّنُ وجه جدّاتهن فيشبه في نقوشه أحرف لغتهم التي تحكي قصة فخرٍ وشموخ
1: الملكة الأمازيغية العظيمة “ديهيا الأوراسية”
تلقب في المصادر التاريخية العربية ب”الكاهنة الداهية البربرية”. حكمت قومها الأمازيغ خلفا للملك الامازيغي « أكسيل »، وحكمت جل شمال إفريقيا، وكانت ملكة و قائدة عسكرية عظيمة عرفت بشدة بأسها وقوتها قاومت الرومان، وهزمتهم في أكثر من موقع.تصدت للجيوش الإسلامية العربية فهزمتهم، وانتصرت على القائد العربي حسان بن النعمان ، وعرفت في حروبها مع جيوش العرب المسلمين كأول امرأة تهزمهم شر هزيمة، حيت طاردت فلولهم إلى أن أخرجتهم من إفريقيا.
2 ـ المقاوِمة الامازيغة « لالة فاطمة ن سومر »
كانت أحد اكبر زعماء المقاومة الوطنية الجزائرية في بدايات الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر. و قادت قومها في عدة معارك لصد زحف الجيوش الفرنيسة على الجزائر . وتقديرا لدور البطلة الامازيغية « فاطمة نسومر » التاريخي أطلق اسمها على جمعيات نسوية، واماكن عدة ، وشيد لها تمثال في الجزائر ، كما ألفت حولها أعمال أدبية وفنية، وأطلقت الجزائر مؤخرا اسم « فاطمة نسومر » على إحدى بواخرها العملاقة المُعدة في اليابان لنقل الغاز تخليدا لذكراها.3 ـ الملكة الامازيغية « تين هينان »
ملكة أمازيغ الطوارق، وقد حكمت في القرن الخامس الميلادي، وإليها يستند هؤلاء الامازيغ في تنظيمهم الإجتماعي الذي يستمد السلطة ـ حتى الآن ـ من حكمة المرأة.كانت « تين هينان » ملكة متفردة، فكل الروايات والآثار تثبت أنها كانت تدافع عن أرضها وشعبها الامازيغي ضد الغزاة الآخرين من قبائل النيجر، وموريتانيا الحالية وتشاد. وقد عرف عنها أنها صاحبة حكمة ودهاء، نصبت ملكة بسبب حكمتها وقدراتها الخارقة في القيادة والإقناع .
اليوم توجد أثار و مجوهرات ثمينة تعود للملكة الامازيغية تين هينان بمتحف « كاليفورنياط بأمريكا، بعدما تم إكتشاف ضريحها بعد حفريات مشتركة لخبراء فرنسيين وأمريكيين سنة 1925، أي خلال فترة الاستعمار، وعند العثور على الضريح قام الفرنسيون بأخذ التابوت الحجري والهيكل العظمي، فيما استولى الأمريكيون على المجوهرات ووضعوها في متحف ببلدة كاليفورنيا.وتقدم السلطات المحلية في الجزائر تقيم سنويا مهرجانا دوليا باسمها للتعريف بالطاقات السياحية والتاريخية لأمازيغ الأهڤار.
4: السيدة الامازيغية كنزة الأوربية
هي ابنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية ، تولت المشورة بعد وفاة زوجها إدريس الأول الهارب من بطش العباسيين. وقد لعبت هذه المرأة الامازيغية دورا هاما في إرساء قواعد الامارة الإدريسية خاصة بعد وفاة زوجها إدريس الأول حيث أظهرت تفوقا كبيرا في حسن الإعداد لخلافة الحكم ، بل سيمتد نصحها وحكمتها إلى التدخل في الحالات الحرجة.وكانت « كنزة الأوربية » الذراع الأيمن و الأيسر معا لإدريس الأول، عندما تزوجته بعدما فر هاربا طريدا من المشرق فاستنجد، و احتمى بالامازيغ، الذين إستجابوا له بعدما وجه نداء استغاثة للاما زيغ .5 ـ الزعيمة الامازيغية « زينب النفزاوية »
كانت امرأة عظيمة طموحة لبيبة ذات رأي وحزم لا ترضى من الرجال إلا بذوي الهمم من الملوك و القادة . اسمها الكامل « زينب بنت إسحاق النفزاوية »، و اسمها بالأمازيغية: « زاينا تانفزاوت »، وهي تنحدر من قبيلة « نفزة » الامازيغية، و هي سيدة من شهيرات النساء الأمازيغيات في المغرب خلال عصر الإمبراطورية الأمازيغية المرابطية.
وتعد أسطور “اغريبة ووحش الغريبة” من أكثر الأساطير شهرةً في الموروث الشعبي الأمازيغي. وتشبه هذه القصة قصة ليلى والذئب، فالأسطور تحكي قصة فتاةٍ كانت تعمل في الحقل على الرغم من صغر سنها، لتساعد والدها العجوز في إعانة إخوانها الصغار، إلّا أنه في يومٍ من اليوم تعود أغريبة إلى البيت فتطرق باب المنزل فيخاف والدها من أن تكون وحش الغابة فيطلب منها أن ترجّ أساورها ولكنها تخاف من أن تقوم بذلك خوفاً من أن يسمعها وحش الغابة فيقضي والدها على أبنائه حتى لا يأكلهم الوحش